احد الضباط الابطال الذين روت دماؤهم ارض سيناء الحبيبه دفاعا عنها و عن الوطن ضد التكفيريين المتشددين , استشهد في 12/11/2015 في تفجير عبوه ناسفه بمنطقه الجوره بالشيخ زويد , ابن قرية تزمت الغربية ببني سويف
له سجل حافل من البطولات و السيره العطره نشرتها صحيفة البوابه قالت فيها :
ذكريات المقدم البطل محمد هارون الذى لقبه رجال الجيش المصرى بأمير شهداء سيناء يرويها شقيقه الدكتور أحمد هارون على صفحات «البوابة».
■ قص لنا بعضا من بطولات الشهيد؟
- للشهيد العديد من البطولات التى أثبتت شهامته وشجاعته منقطعة النظير، ولعل أبرز تلك البطولات هى التى ظهرت يوم معركة الشيخ زويد الكبرى فى ١-٧-٢٠١٥، حيث تم الهجوم على عدة مقار أمنية بتوقيت واحد، وزرع الطرق بينهم بالألغام والعبوات الناسفة تقييدا لحركة الدعم والمساندة وحسب رواية داعش نفسه على تويتر جرى تعامل أيضا مع الطيران، فقد كانت حربا حقيقية، ولكن عندما سمع استغاثة بين قوات الدعم وبين أحد الأكمنة المحاصرة الباسلة والتى صمدت لساعات أمام التنظيم الإرهابى ما أسفر عن استشهاد غالبية الأفراد وإصابة القائد.
لبى الشهيد النداء وخرج من مكانه لدعم الكمين الأمر الذى تسبب فى إرباك صفوف الإرهابيين لأنهم لم يكونوا يتوقعون أن يأتى أى دعم فى وقت قريب للكمين المحاصر وخاصة فى ظل زرعهم لعبوات ناسفة كثيرة فى الطريق أصابت إحداها سيارة الشهيد ولكنه نجا منها ووصل إلى الكمين وتسبب فى هروب الإرهابيين ثم قام بعدها بإجلاء زملائه المصابين.
كان الشهيد جسورا صعيدى الطبع لا يرد الهجوم إلا بالهجوم، ولذلك كان الإرهابيون يفكرون ألف مرة قبل مهاجمتهم كمينه لعلمهم بالتحول السريع للكمين من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم التى يعقبها مطاردة التكفيريين، ونظرا لتميز هذا الكمين أطلق عليه «كمين هارون» نظرا لقوته الكبيرة.
■ من وجهة نظرك لماذا احتفل تنظيم داعش باستشهاد المقدم محمد هارون دون غيره من الضباط؟
- لشجاعته فى مواجهتهم، وعدم خوفه منهم، بل هو من أشعرهم بالخوف والهرب منه، فقد وصل خوف داعش من الشهيد إلى درجة سماع أصواتهم وهم يرددون (أشرد.. أشرد دورية أبو هارون )، فلقد أعطى الجيش المصرى درسا قاسيا لهذا التنظيم الذى كان يعتقد أن جيش مصر سيكون مثل جيش العراق وسوريا ولن يستطيع الصمود أمام هجمات التنظيم إلا أنهم نسوا أن الجيش المصرى مختلف فجنوده وضباطه هم خير أجناد الأرض، الشهيد محمد هارون كان دائما يحدث خسائر كبرى فى التنظيم ويغتنم أسلحته، وكان شجاعا وفقا لشهادات جنوده فقد كان دائما فى مقدمة الصفوف عند الهجوم وفى آخر الصفوف عند الانتهاء، وكان معتادا ألا يجبر جنوده على الخروج معه فى المأموريات بل كان يقول لهم من يريد الموت معى؟، حتى يعرف الجندى أن الأمر جد وشهادة وما اعظمها مكانة، وكان الجميع يستجيب لدعوته.
■ من لقب الشهيد بأمير شهداء سيناء وما السبب فى ذلك؟
- لقبه أحد اللواءات بسيناء بهذا اللقب الذى أعتز به كثيرا، والسبب تواضعه وتعدد مواقفه الإنسانية التى انفجرت على ألسنة جنوده وأصدقائه وجيرانه وقياداته وأهل سيناء وكل من تعامل معه، وملخصها أن الجميع يشهد له بالشهامة والكرم وبذل النفس لخدمة الغير بلا مقابل.
■ كيف كان يتعامل مع أهل سيناء ؟
- وصلتنى تعزية من أحد مواطنى الشيخ زويد، وقال لى بالحرف نحن البدو مر علينا آلاف الضباط ولكن هذا الضابط الصعيدى أبهرنا بأخلاقه وحسن تعامله قبل كونه قائدا عسكريا له هيبته، وذكر لى مثالا عن سوق الجورة الذى فضه الإرهابيون ذات يوم وغضب الباعة والمشترون من وقف الحال وتعطيل الحياة اليومية، وذهب بعضهم للشكوى للمقدم هارون.
اعتقد الجميع فى البداية أنه فخ من داعش وكانوا يريدون دراسة الأمر قبل اتخاذ أى خطوة إلا أن الشهيد ركب سيارته فورا وجمع القوة وانطلق نحو السوق بشجاعة، وظل الشهيد متواجدا بنفسه مع القوة تاركا للبائعين والمشترين والبسطاء حرية الشراء والبيع، وعمت الفرحة قرية الجورة، ويومها مال احد الضباط متوجسا من الأمر على أذن الشهيد قائلا: ربما يكون أحد من التكفيريين مندسا بالسوق ؟ فرد الشهيد بهدوء وثقة: لعل دعوة أحد المساكين هؤلاء الذين ساعدناهم تنجينا من شر هؤلاء الأشرار.
هذا قصة تثبت أن التكفيرين ليس لهم هم إلا القتل والإيذاء حتى من بنى قريتهم، كما تثبت أن الشهيد بطل مغوار لا يخشى الموت ويعشق الشهادة بدليل أن استشهاده كان لإماطة الأذى عن الطريق.
■ هل للشهيد وصية للرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل الوطن ككل؟
- آخر كلمة قالها الشهيد محمد هارون للرئيس عبدالفتاح السيسى عند اتصاله، إن سيناء تم بيعها من بعض معدومى الضمير يا فندم، ولكن ضباط الجيش اشتروها بدمائهم، وأرواحهم تحت قيادته الهادفة لمواجهة الإرهاب ودحره.
■ هل هناك رواية معينة أثرت بك بعد استشهاده؟
- قل عشرات الروايات، ولكن أهمها فروسيته بالقتال، فقد كان يغضب بشدة عندما يقوم الإرهابيون بالتمثيل بجثة جندى أو ضابط زميل ويراها اثباتا للوحشية وعشقا للدم، ومن ضمن القصص والروايات التى سمعتها بعد استشهاده هى إصابته فى قدمه منذ عدة شهور وتعافيه منها قليلا، وبعد مرور عدة شهور وقع اشتباك مع أحد الإرهابيين الذى تبين أنه صاحب هذه الواقعة القديمة بإصابته من شهور، ونجح الجيش هذه المرة فى إصابة التكفيرى فى تبادل إطلاق نار، ليقترب منه الشهيد فيجده ينازع فينظر التكفيرى له طالبا ماء فيامر له الشهيد بالماء وسط دهشة وغضب وتأثر الجنود، ثم قام الشهيد بسقى من كاد يقتله ماء ولقنه الشهادتين، وهذه فروسية نادرة يعلمها عن الشهيد كل من يقترب منه.
ادرج في قائمة الشرف الوطني المصري - باب القوات المسلحه بعد منحه القلاده من الطبقه الذهبية اعتبارا من 4/3/2016