لم تشهد الرياضة المصرية بطلا بحجم وقوة إبراهيم مصطفى المصارع الأوليمبى الذى مازال رسمه يضوى على أبسطة اللعبة فى جميع جنباتها مصريا ودوليا فمنذ نبوغه المبكر فى المصارعة الرومانية بدايات القرن العشرين بحوارى الإسكندرية وحتى وصوله لمنصات التتويج الأوليمبية وهو يمثل حالة خاصة فى اللعبة التى يظل إبراهيم مصطفى الشهير بابوطحال أحد رموزها الكبار لما حققه من بطولات وصنع تاريخ اللعبة والأبطال والتاريخ يؤكد أن المصارع الأوليمبى هو الوحيد فى تاريخ اللعبة التى تم تسجيل حركة فنية باسمه بعد الاداء الرائع له فى أوليمبياد امستردام 1928.
ابراهيم مصطفى تاريخ يحتفى به التاريخ ففي تلك السطور البسيطة عن حياة هذا المبدع ابراهيم مصطفى مواليد 20- 4- 1904 بالإسكندرية بدأ حياته صبيا فى محل نجار وبدأ يمارس المصارعة مع أصدقائه فى محل النجارة كان يتمتع ببنيان طويل ومتناسق وذهب يوما نحو نادى الجامك الأرمنى التابع للجالية الأرمنية وشاهد المصارعين وراح يزداد فى تقليدهم فى آداء الحركات الفنية للعبة وتعلق بالنادى ومصارعيه كان لقاؤه مع الإيطالى الدوبيانكى مدرب هؤلاء المصارعين فأسرع بضمه إليهم وأظهر ابوطحال تفوقا واضحا فما كان من بيانكى حتى اصطحابه الى النادى الأوليمبى بداية العشرينيات ونبغ المصارع الجديد واكتسح كل منافسيه وأصبح بطل القطر المصرى فى وزن خفيف الثقيل عام 1924 وكان فى طليعة البعثة المصرية المشاركة فى أوليمبياد باريس 1924 وأدى مبارياته بقوة ومهارة فنية وحصل على المركز الرابع وهو أول مركز شرفى أوليمبى للرياضة المصرية وبعد العودة من باريس وصل تفوقه المحلى واحتكر بطولة القطر فما كان هناك من بد سوى مشاركته فى أوليمبياد امستردام 1928 التى تألق فيها وقضى على خصومه ومصارعيه حتى اعتلى منصة التتويج والجدير بالذكر أن مصطفى أحرز الفوز على كل من إيلن البلجيكى بالكتف بعد 4 دقائق ثم فاز على شفيق التركى بالنقاط بعد عشر دقائق ثم هانزن الدنماركى بالكتف بعد ثمانى دقائق وفى الدور قبل النهائى أحرز الفوز على بلين الفنلندى بالنقاط وفى النهائى أدى واحدة من أمتع مباريات المصارعة بالدورة الأولى فى تاريخ المصارعة المصرية وفتح الطريق أمام التاريخ الأوليمبى السكندري. وكان من المقرر مشاركة ابراهيم مصطفى فى أوليمبياد لوس أنجلوس 1932 والتى اعتذرت مصر فيها عن المشاركة وفى أوليمبياد برلين 1936 لم يغب عن المشاركة فتواجد ضمن البعثة المسافرة ككابتن وقائد المنتخب ولكن الإصابة منعته من النزول على بساط المنافسة وفقدت مصر ميدالية مؤكدة فى أوليمبياد 1948 تواجد قائد مصارعى مصر مدربا وكان وراء إحراز محمود حسن الفضية واستمر مدربا وقائدا للمصارعة المصرية حتى أوليمبياد المكسيك 1968 وقبل بدء المنافسات وفى أثناء تواجده فى غرفته وعلى فراشه أصيب بالسكتة القلبية صباح يوم 9 أكتوبر وتم تشييع جنازته فى ردهات القرية الأوليمبية ثم عاد جثمانه الى الاسكندرية تاركا خلفه تاريخا رياضيا لا ينسى فى بداية السبعينيات نجح الاتحاد المصرى فى تنظيم بطولة دولية تحمل اسمه واستمرت حتى الآن بعدما أصبحت البوتقة التى تضم المصارعين من مختلف أنحاء العالم.
ابراهيم مصطفى اسما كبيرا فى عالم الرياضة المصرية تستحق المزيد من التكريم رحمه الله.
------
المحتوي للكاتب / حسن الحداد نشر في مقال في جريدة الاهرام المصرية في 14/12/2012
------
ادرج في قائمة الشرف الوطني المصري - باب الرياضيين في 14/2/2014