احد جنود 1973 المنتصرين من سلاح المهندسين العسكريين قاتل ببساله حتي ضحي بيده اليمني فداءا لمصر
يقول في شهادته عن الحرب و التي ارسلها الي قائمة الشرف الوطني منشوره علي موقع 73 مؤرخين :
” حرب أكتوبر 1973 بدأت من قبل ذلك، روح القتال عند المصريين بدأت مع نكسة 1967 مرارة النكسة جعلت كل المصريين ينتظرون لحظة الحرب و العبور لاسترداد الأرض و الكرامة، أهل القنال كانت مرارتهم أصعب بيوتهم محطمة، و مدنهم مهجرة و أهاليهم مشتتين مما دفع الكثيرين للانضمام الى المقاومة الشعبية.
قمت بالانضمام في المقاومة الشعبية بالسويس لمدة عام 1967، و لما ذاع صيت الأعمال البطولية التي يقوم بها الجنود المصريين ضد الإسرائيليين مثل عملية إيلات و غيرها، قررت أن التحق بالتجنيد في الجيش المصري و لكن وقتها كان يقال لسة شوية إلا أن بعد عام أتيح لي الالتحاق بالجيش سلاح المهندسين، و فيه تم تدريبي علي سلاح المياه، و هو سلاح جديد وقتها في أماكن بعيدة عن الجبهة و كنا نبني ساترا ترابيا، و نقوم بعمل مناورات و مشاريع كثيرة و كل هذه المشاريع مهمات سرية. كنا نقوم بعمل تدريبات شاقة ليلا و نهارا لمدة خمس سنوات في انتظار لحظة بدء إشارة الحرب.
أما عن اليوم الخالد 6 أكتوبر قالوا لنا هناك مشروع جديد علي شاطيء الجبهة بالسويس في منطقة جبل عجوز و نقلنا المعدات و كانت الكتيبة كلها تعمل في المشروع و ألغيت كل الإجازات، بعدما وجدنا الطيران المصري فوق رؤوسنا و قام بالضرب في الطلعة الأولي.
في تلك اللحظة خرجت من داخل قلوبنا جميعا قوة و نداء للحرب و إيمان بالله في النصر.
الصول عطية القبطي و هو قائد المجموعة قام بالنداء : “الله أكبر الله أكبر يالا يا ولاد” فرددنا وراءه : “الله أكبر الله أكبر”.
و جاءت أوامر بفتح ثغرات في الساتر الترابي. و كنا نفتح ثغرات بحجم 6:10 أمتار، حسب المكان الذي نفتح فيه. و كان يصل وقت فتح الثغرة الواحدة إلي حوالي 3 ساعات. و بعد فتح العديد من الثغرات، أصبحت مهمتنا تأمين الكباري في عيون موسي و لسان بورتوفيق و تأمين عبور فرقتين من فرق الجيش. و كان يتقدمنا دائما في تأمين العبور و المشاريع القادة
و هنا أذكر أحمد حمدي الذي استشهد في تأمين أحد المواقع من جراء ضربات العدو و في 7 أكتوبر و أثناء التأمين ضرب اللنش الذي كنا فيه بصاروخ أدي إلي جرح في الرأس و بجوار عيني، و في الحال أمرني القائد إلي الرجوع و لكنني رفضت حتي استكمل الحرب من زملائي.
و استمرت حالة التأمين حتي يوم 22 أكتوبر الذي جاءت فيه أوامر بوقف إطلاق النار من جهتنا و تعطيل المعابر لمنع عودة الاحتلال مرة أخري، و في ذلك الوقت كنا نعلم أن الذي يحاربنا هو أمريكا و ليس إسرائيل حيث كانت تخرج علينا الطائرات الأمريكية في السويس من طريق الجناين و الشلوفة و أيضا تحاول المدرعات و الجنود العودة من خلال تلك الطرق. و هنا جاءت أوامر مرة أخري بعمل كماين لتعطيل دخول العدو عن طريق عمل حفر برميلية و وضع الألغام في كل مكان نقوم بتأمينه.
و بالفعل وجدنا هجوم من العدو و لكن دمرنا عددا كبيرا من الدبابات و كان لي شرف تدمير أحداها مما أدي لتراجع الدبابات و الالتفاف حولنا و ضرب قذائف من بعيد، و في ذلك الوقت وجدت عبوة ناسفة بجواري أدت إلي بتر ذراعي اليمني في الحال و عندما رأها ذلك أحد زملائي قام بربطها و كان يريد أن يقف معي و لكن رفضت حتي لا يقل عددنا أمام العدو. و مكثت في موقعي لمدة ستة ساعات و عند الغروب قررت أن أعوم للجهة الشرقية بسيناء لوجود هناك كتيبة طبية للعلاج.
و بالفعل قمت بالسباحة حوالي نصف القنال إلا أن الجرح أدي إلي غيبوبة في الوقت الذي كانت فيه طائرات العدو تقذف في المياه صواريخ، مما أدى لقذفي نحو الجهة الشرقية و لكني لم أستطيع الخروج من المياه و أصبحت متعلق في الشعب المرجانية و الطحالب بأيد واحدة حتي صباح اليوم التالي و لم أشعر في ذلك الوقت بالجوع أو العطش أو النوم سوي الرغبة في أن أعيش أري لحظة النصر لمصر.
و في 16 نوفمبر 1973 تم عقد اتفاقية بين مصر و إسرائيل بقيادة عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات القوات المسلحة في ذلك الوقت: و نصت علي إخراج الجرحي من السويس و تبادل الأسري، تم نقلي إلي مستشفي
و هناك زارتنى السيدة جيهان السادات و بعض قادة الجيش و قالوا لى عايز حاجة نعملها لك؟
قلت إللي أنا عوزته أخذته .. و هو النصر
و بعدها بأسبوع سافرت إلي يوغسلافيا بعمل أطراف صناعية لكل مصابي حرب أكتوبر
ادرج في قائمة الشرف الوطني المصري - باب القوات المسلحه بعد منحه القلاده من الطبقه الفضيه في 3/2/2016