بطل مصري ولد في 20 إبريل 1935، والتحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة في العام الدراسى 1952-1953، والتحق فور قبولة بها بالكتيبة العسكرية إبان العدوان الثلاثي على مصر، وكان أول المتطوعين بها، واستشهد على أيدي الجيش الفرنسي في عام 1956.
وسط زحام البطولات التي شهدتها تلك الحقبة كانت قصة بطولة الشهيد جواد حسني قائد كتيبة كلية الحقوق بجامعة القاهرة الذي لبى نداء الوطن، وكان ما يزال طالبًا بالسنة الأخيرة في كلية الحقوق. فانطلق مع مجموعة من الشباب كونها للدفاع عن أرض الوطن إلى منطقة القنال ليأخذوا أماكنهم في المعركة.
في مساء يوم الجمعة 16 نوفمبر 1956، بعد أن علموا أن بعض القطع البحرية المغيرة أنزلت قوات كوماندوز بالسويس للوصول إلى بورسعيد، خرج جواد حسني في دورية استطلاعية مع مجموعة الحرس الوطني في القنطرة، وتوغلت كتيبة الحرس الوطني داخل سيناء فقابلتهم دورية إسرائيلية كانت مرابطة عند الكيلو 39 في طريق "الكاب" شرقي قناة السويس، واشتبكوا معهم فأطلق رصاص رشاشه عليهم فأصيب برصاصة في كتفه الأيسر، فتقدم منه زملاءه وضمدوا جرحه وطلبوا منه العودة، لكنه رفض وتعهد بحمايتهم بنيران رشاشه.
في الليل تسلل جواد حسنى من بين أفراد الكتيبة، وواصل التقدم حتى وصل إلى الضفة الشرقية التي احتلتها القوات الفرنسية، فاشتبك مع دورية فرنسية وكان مدفعه سريع الطلقات (600 طلقة في الدقيقة) فظن الفرنسيون انهم يحاربون قوة كبيرة فطلبوا النجدة، فإذا بقوة من الجنود الفرنسيين تتقدم تجاهه واخذ جواد يقذفهم بالقنابل اليدوية مع نيران مدفعه ودماءه تنزف، فسقط مغشيًا عليه، فتقدمت القوات نحوه وهى تظن أن هذا السقوط خدعة، فوجدت شابًا في الحادية والعشرون من عمره ملقى وسط بركة من الدماء يحتضن مدفعه ويقبض على قنبلة شديدة الانفجار، فنقلوه إلى معسكر الأسرى وسجل بدمائه التي تنزف قصة اعتقاله وتعذيبه يوم بيوم ابتداء من يوم اسره في 16 نوفمبر
1956.
جاء قائد القوات الفرنسية بنفسه ليستجوبه، ولكن جواد لم يتكلم لينقذ نفسه بل مد إصبعه في أحد جروحه وكتب على الحائط - بدمائه - عبارات يذكرها التاريخ:
"اسمي (جواد). طالب بكلية الحقوق..فوجئت بالغرباء يقذفون أرضي بالقنابل فنهضت لنصرته، وتلبية نداؤه..والحمد لله لقد شفيت غليلي في أعداء البشرية، وأنا الآن سجين وجرحي ينزف بالدماء..أنا هنا في معسكر الأعداء أتحمل أقسى أنواع التعذيب..ولكن ياترى هل سأعيش؟ هل سأرى مصر حرة مستقلة؟ ليس المهم أن أعيش..المهم أن تنتصر مصر ويهزم الأعداء"
رفض جواد أن يبوح بأى كلمة من أسرار الوطن، فأوهمه قائد القوات الفرنسية أنه سيطلق سراحه وأمره بالخروج من حجرة الأسرى، وأثناء سيره أطلق الجنود الفرنسيون رشاشاتهم على ظهره فسقط شهيدا في الثاني من ديسمبر1956.
قامت كلية الحقوق بجامعة القاهرة بتكريم اسم الشهيد جواد حسني بوضع نصب تذكاري إهداءً إلى روحه العطرة في قلب المبنى الرئيسي للكلية.
المصدر : ويكيبيديا
---------------------
" كنت فى ميدان القتال .. أذود عن حياض بلادى .. وأدفع عنها عادية المعتدين ، الذين أرادوا لها الذلة وسوء المصير ... وبينما كنت أتقدم فى زمرة من نخبة من الجنود لاحتلال موقع من مواقع الأعداء ..ظل يصلى جيشنا ناراً حامية ،، وبينما كانت أصوات المدافع والقذائف تدمدم حولنا من كل صوب ... واذ بالدم ينزف غزيراً من جرحى ..فتعجز يدى عن حمل سلاحى ..ثم تتخاذل قدماى ..فلا تكادان تحملانى وتختلط المرئيات أمام عينى فأقع مكباً على الأرض ثم أفقد وعيى "
................
وكأن الشهيد كان يقرأ المستقبل ،، بل إنه سعى إليه
الكلمات السابقة جزء من موضوع تعبير كتبه الشهيد جواد حسنى - قائد فدائى كتيبة كلية الحقوق جامعة القاهرة - وقت أن كان طالباً بالصف الأول الثانوى بالمدرسة الإبراهيمية بالقاهرة ...
ولكن ماذا عن المستقل أو النهاية
" فى نوفمبر 1956 فوق رمال سيناء انطلقت الكتيبة 18 بنادق مشاة مع غيرها من كتائب الفدائيين تشارك جيش مصر معاركه ضد العدو الصهيونى ،، وأصدرت القيادة الأمر لقواتها لسرعة الأنسحاب من سيناء كان جواد مع القوات التى بدأت الأنسحاب ليلاً من " ابو عجيلة " لكنه رفض مغادرة الموقع وطلب ألأنضمام إلى الفرقة الأنتحارية وكان عليها التخلف بالموقع لستر عملية الأنسحاب ..
10 نوفمبر عاد جواد إلى القاهرة وفوجئت الأسرة بوصوله بملابس الميدان التى بدت عليها آثار المعركة ،،
13 نوفمبر حاول الأتصال بوالده فلم يتمكن فكتب له رسالة جاء فيها " كيانى ودمائى تدفعنى لأن أقف إلى جانب بلادى فى محنتها وعند عودتى سأطلعك على ما فى قلبى " ..
وصل جواد إلى القنطرة وقدم نفسه إلى قائد معسكر الفدائيين الذى حقق له رغبته الملحة لقتال العدو فألحقه بمجموعة من الفدائيين كانت تتأهب للخروج إلى صحراء سيناء لمعرفة تحركات العدو .
يوم الجمعة 16 نوفمبر التقى جواد ورفاقه بجنود العدو داخل صحراء سيناء ،، فهاجمهم الفدائيون رغم كثرة عددهم ،، انتصر الفدائيون وسارع العدو إلى الفرار .. لككن رصاصة غادرة أطلقها العدو اصابت لغم وانجر الغم وأصابت شظاياه صدر " جواد وساقه اليمنى " ،، وأقبل الفدائيون على جواد يضمدون جرحه ويمتدحون شجاعته ،، وحاوولوا حمل جواد ونقل لإحدى المستشفيات لكنه شكرهم ورفض العودة معهم وقال :
" سوف أعرقل انسحابكم إذا عدت معكم ..ولهذا سوف ابقى لأحمى ظهوركم "
توغل جواد فى الصحراء وعند ك 37 جنوب شرق بورسعيد ،، وفى الليل قابل جواد فرقة كبيرة من الجنود الفرنسيين وسارع بأطلاق نيران مدفعه على العدو وكان المدفع من طراز حديث يطلق 600 طلقة فى الدقيقة ،، كان جواد يطلق نيرانه وهو يتنقل بسرعة رغم جراحه من مكان لآخر ..
ظن العدو والرصاص ينهال عليه أنه يواجه قوات مصرية كبيرة وبادر بطلب النجدة من قيادته فى بور فؤاد ..
فى الصباح يطل القائد الفرنسى من فتحة الدبابة بحذر ويضع المنظار المقرب مام عينيه ،، ويشاهد فوق الربوة شاب يافع يرقد مغشياً عليه وقد انقبضت أصابع يده الممدوة على قنبلة يدوية صغيرة عجز عن إلقائها بعد أن خارت قواه ..
وأسرته قوات العدو الفرنسى ... حيث يحاول الفرنسيون استجوابه بلاجدوى ،، فرغم آلام البطل وجراحه إلا أنه تحامل على نفسه ،، يحرمه العدو من العلاج والماء والطعام وحتى الغطاء ... ويستمر نزيف جراحه فيكتب بدمه على جدران محبسه قصة نضاله قائلاً :
" اسرت يوم 16 نوفمبر 1956 إذ أغمى على قرب القنال متأثراً بجروحى التى أصابنى بها الإسرائيليون قرب العريش . اخذنى الفرنسيون إلى بور سعيد للأستجواب ثم إلى بور فؤاد إلى هنا فى 23 نوفمبر 1956 . جواد حسنى قائد فدائي كتيبة كلية الحقوق جامعة القاهرة "
وفى 2 ديسمبر 1956 ،، وتحت المدفع الكبير الشاهد على بطولة الشهداء من رجال مدفعية السواحل نفذ جنود العدو أمر قائدهم وانطلق رصاصهم مخترقاً ظهر البطل الأعزل جواد حسنى ... استشهد جواد حسنى فحمله القتلة إلى عرض البحر وألقوا بجثمانه الطاهر فى الماء ...
ملحوظة : كان شعار مجلة الشهيد فى كلية الحقوق بيتاً من الشعر يقول فيه :
" أنا إن عشت لست أعدم قوتاً وإذا مت لست أعدم قبراً
رحم الله شهيد الوطن وأسكنه فسيح جناته
المصدر : جواد حسنى : عصمت والى
--------------------
ادرج في قائمة الشرف الوطني المصري باب الابطال المدنيين بعد منحه قلادة تاميكوم من الطبقه الماسية اعتبارا من 11/5/2016